توصلت التقارير المنبثقة عن الندوات الجهوية المتضمنة تقييم وتقويم 10 سنوات من الإصلاح في قطاع التربية إلى أن السبب الرئيس في رسوب التلاميذ وإخفاقاتهم يعود بالدرجة الأولى إلى ضعف مستوى الأساتذة. وأشارت إلى أن أسباب الضعف تكمن في التوظيف المباشر للمعلمين الذين عادة ما يكونون من خريجي الجامعة الذين يتوجهون مباشرة إلى المدارس دون الخضوع لأية تكوينات حول طرق ومناهج التدريس وكيفيات التعامل مع التلاميذ، حيث ثبت أن غالبيتهم لا يتحكمون في طرق التدريس والمقاربة.
واستنتجت التقارير التي عرضت أمس، بحضور وزير القطاع عبد اللطيف بابا أحمد، بثانوية الرياضيات في القبة بالعاصمة، أن عمليات تخفيف البرامج التي كانت تدخل في كل مرة على المقررات الدراسية كان لها الأثر السلبي على مردود التلاميذ، فضلا عن وجود مضامين لبعض البرامج غير متدرجة ولا تتلاءم مع مستوى التلاميذ وعدم تواؤم الحجم الساعي مع حجم البرامج، مع تسجيل عدد من الكتب غير الوظيفية، واستقرت مختلف التوصيات التي خرج بها اللقاء التقييمي على ضرورة توحيد معاملات المواد الأدبية في التعليم المتوسط ورفعها بالنسبة إلى المواد العلمية، مع إدراج المعاملات في التعليم الابتدائي، وجمع وثائق المنهاج والدليل في وثيقة واحدة، مع وضع سند خاص بالوضعيات الإدماجية، والتنسيق بين وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي فيما تعلق بتكوين الأساتذة كل حسب مستواه قصد تخريج أساتذة يتوجهون إلى التدريس. وارتكزت معظم المقترحات على أهمية تكوين الأساتذة وتحسين مستواهم حتى يكونوا في مستوى تقديم الدروس، مع تقديم مقترح يتعلق بمراجعة تنظيم السنة الدراسية.
من جانبه، عقد وزير التربية عبد اللطيف بابا أحمد، ندوة صحافية في أعقاب الاجتماع، أكد فيها استعداد مصالح هيئته الوزارية الاستجابة لمطالب المحتجين بالقطاع، قبل أن يوضح أنه من غير المنطقي معاودة مراجعة القانون الأساسي للقطاع في كل مرة. وأضاف في رده على سؤال للصحافة تعلق بإمكانية تأثير الاحتجاجات على الامتحانات الرسمية النهائية بمختلف الأطوار، أن الوزارة استجابت لمختلف المطالب التي تقدمت بها الفئات المحتجة، مشيرا إلى أن النقطة المتعلقة بالتصنيف والمساواة بين المدير والأستاذ لا تعني حرمان المدير من الحقوق لأنه يستفيد من امتيازات تخص المنصب الذي يشغله، وبخصوص ملف منحة الجنوب قال المسؤول الأول عن قطاع التربية إن الوزير الأول عبد المالك سلال قدم تعليمات صارمة لمراجعتها في أقرب وقت وهو ما يجري العمل على تنفيذه .
نقلا عن جريدة الشروق اليومي