عندما تموت المدرسة.. يلحق بها المجتمع إلى القبر.. وهناك يضطجعان معا.. ليكتب على شاهديهما.. لقد عاشا معا.. وماتا معا.. ولا سبيل للتفريق بينهما!!
فهل ماتت المدرسة الجزائرية فعلا.. حتى نكتب تأبينيتها؟ ليس بمقدوري أن أدعي ذلك.. ولا أملك الدليل على موتها فعلا.. غير أني أعتقد أن حالتها الصحية مزرية جدا.. والقائمون على شأنها متوترون للغاية.. فغرفة الإنعاش.. أقرب مكان إلى القبر.
حال المدرسة الآن.. قريب من حال مؤسسة تجارية.. يصطرع فيها العمال ورب العمل.. على الأجر والمنح والامتيازات.. أما الكائنات الصغيرة الموجودة فيها.. فليست أكثر من بضاعة مرتهنة.. تتداولها الأيدي والجيوب.
تراجعت الغايات الأساسية للمدرسة إلى الصف الأخير.. وتقدمت الاعتبارات المادية والشخصية.. فالوزارة تشتري صمت التلاميذ بإعفائهم من الدراسة.. وترتيب نجاحهم بوسيلة أوأخرى.. والنقابات لا يعنيها ما يدرس التلاميذ.. بقدر ما يشغل بالها لي ذراع الوزارة.. وحملها على الاستسلام.
***
يغادر التلاميذ المؤسسات قبل أشهر من موعد الامتحان الرسمي.. فتتلقفهم المدرسة الموازية.. ثم تقام الأعراس على شرف نجاح مطعون فيه.. لتتولى الجامعة إتمام المهمة.. بتخريج أشباه المتعلمين!
مقابل 628 مليار دينار هي مخصصات قطاع التربية في 2013.. و8 ملايين متمدرس تقريبا.. وأزيد من 600 ألف موظف.. وآلاف المرافق.. ومقادير ضخمة من التجهيزات والوسائل.. نتساءل: ماذا كسبت الجزائر من المدرسة؟
لا أعتقد أن شيئا كثيرا قد تحقق.. فمدرستنا ـ في أحسن حالاتها ـ تعلم ولا تربي.. تنفق الكثير مقابل مردود ضئيل.. تتكفل بالشأن الاجتماعي للتلاميذ.. أكثر مما ترعى المادة الثمينة لدى هؤلاء الصغار.. وبدل أن تمنحنا نحن الجزائريين موقعا في المستقبل.. تستقر هي في غرفة الإنعاش.. وننتهي نحن خارج السباق!!
عيسى جرادي
فهل ماتت المدرسة الجزائرية فعلا.. حتى نكتب تأبينيتها؟ ليس بمقدوري أن أدعي ذلك.. ولا أملك الدليل على موتها فعلا.. غير أني أعتقد أن حالتها الصحية مزرية جدا.. والقائمون على شأنها متوترون للغاية.. فغرفة الإنعاش.. أقرب مكان إلى القبر.
حال المدرسة الآن.. قريب من حال مؤسسة تجارية.. يصطرع فيها العمال ورب العمل.. على الأجر والمنح والامتيازات.. أما الكائنات الصغيرة الموجودة فيها.. فليست أكثر من بضاعة مرتهنة.. تتداولها الأيدي والجيوب.
تراجعت الغايات الأساسية للمدرسة إلى الصف الأخير.. وتقدمت الاعتبارات المادية والشخصية.. فالوزارة تشتري صمت التلاميذ بإعفائهم من الدراسة.. وترتيب نجاحهم بوسيلة أوأخرى.. والنقابات لا يعنيها ما يدرس التلاميذ.. بقدر ما يشغل بالها لي ذراع الوزارة.. وحملها على الاستسلام.
***
يغادر التلاميذ المؤسسات قبل أشهر من موعد الامتحان الرسمي.. فتتلقفهم المدرسة الموازية.. ثم تقام الأعراس على شرف نجاح مطعون فيه.. لتتولى الجامعة إتمام المهمة.. بتخريج أشباه المتعلمين!
مقابل 628 مليار دينار هي مخصصات قطاع التربية في 2013.. و8 ملايين متمدرس تقريبا.. وأزيد من 600 ألف موظف.. وآلاف المرافق.. ومقادير ضخمة من التجهيزات والوسائل.. نتساءل: ماذا كسبت الجزائر من المدرسة؟
لا أعتقد أن شيئا كثيرا قد تحقق.. فمدرستنا ـ في أحسن حالاتها ـ تعلم ولا تربي.. تنفق الكثير مقابل مردود ضئيل.. تتكفل بالشأن الاجتماعي للتلاميذ.. أكثر مما ترعى المادة الثمينة لدى هؤلاء الصغار.. وبدل أن تمنحنا نحن الجزائريين موقعا في المستقبل.. تستقر هي في غرفة الإنعاش.. وننتهي نحن خارج السباق!!
عيسى جرادي