[color=black][size=24]قدم مجموعة من المختصين والأساتذة في ندوة "الشروق" مجموعة متكاملة من النصائح والتوجيهات الثمينة لتلاميذ الأقسام النهائية الذين تفصلهم أيام معدودة على الامتحانات المصيرية، مشددين على ضرورة المرافقة النفسية للطلبة في هذه الفترة خاصة فيما يتعلق بالغذاء السليم والمراجعة الذكية، وتجنب الدروس الخصوصية التي تحجب عن الطالب قدراته الحقيقية في الاستيعاب والتحضير الفردي، وكشف ضيوف "الشروق" عن حزمة من التوجيهات التي يجب على الطلبة التحلي بها أيام الامتحان بهدف تقديم أداء جيد والابتعاد قدر الإمكان على كل ما من شأنه أن يؤثر على صحة وتركيز الممتحنين.
كشف الأستاذ في مادة الهندسة المدنية السيد بن دريمع مالك أن الإقبال على شراء الملخصات في مختلف المواد الدراسية من طرف الطلبة يعرف ذروته خلال هذه الأيام التي تسبق الامتحان، بهدف تسهيل الحفظ والمراجعة، مؤكدا أن هذه الملخصات التي تباع للطلبة يجب أن تكون تحت الرقابة لأن أغلبها أعدّ بطريقة عشوائية وهي بعيدة كل البعد عن المنهجية السليمة، وهذا من شأنه أن يتسبب في التشويش على الطالب الذي سيجد نفسه مقيدا بهذه الملخصات التي قد تبتعد عن الإجابات النموذجية والسليمة أيام الامتحان .
وشدد المتحدث على ضرورة توجيه الطلبة إلى الاعتماد هذه الأيام على المراجعة الذكية التي لا تتعب الطالب وتمكّنه من الفهم الحسن والاستنباط الجيد بالإضافة إلى الحفظ الذي يعتمد على رؤوس الأقلام والأفكار الأساسية، وقال بن دريمع إن الطلبة يجب أن يكونوا واثقين من قدراتهم وأنفسهم لأن جميع الأسئلة في الامتحان تكون مستوحاة من مواضيع درسوها في القسم ومرت عليهم في الامتحانات الفصلية، وأكد من خلال تجربته الطويلة التي تصل إلى 22 سنة، أنه لن تكون هناك أسئلة مفاجئة أو مفخخة وحتى خاطئة، لأن الذين يضعون أسئلة الباكالوريا هم أساتذة ومن أهل الاختصاص همهم الوحيد تقديم أسئلة تكون في متناول الطالبة ومستوحاة من المقررات الدراسية، ونصح المتحدث الأولياء بضرورة المرافقة النفسية للطالب خلال هذه الفترة لأن الطالب سيدخل الامتحان برصيد نفسي ورصيد معلوماتي، وكلا الجانبين مهمان جدا في التحضير الجيد للامتحان.
الأستاذ العربي نوار:
"لا مجال للدروس الخصوصية قبل أسبوع من الامتحان"
نصح أستاذ الرياضيات العربي نوار أن طلبة البكالوريا بتجنب الدروس الخصوصية خلال هذه الفترة التي يكون الطالب فيها بحاجة إلى تقييم مستواه عن طريق المراجعة الفردية بطريقة ذكية تعتمد على الفهم وترتيب الأفكار والمعلومات والعودة إليها عند الحاجة بالإضافة إلى إعطاء الأولوية للمواد الأساسية من ناحية الوقت والتركيز.
وقدم المتحدث نصائح ثمينة للطلبة أيام الامتحان تبدأ بالتركيز على الإجابة الصحيحة بدل التفكير في النجاح ومضاعفات الفشل لأن هذا الأمر سيشتت تفكير الممتحن، بالإضافة إلى قراءة ورقة الامتحان بتمعن وتدبر لفترة لا تقل عن نصف ساعة يلجأ فيها الطالب إلى كتابة الأجوبة النموذجية في الورقة المسودة وبعدها يختار الموضوع الذي سيجيب عنه بصرامة، وبعد الانتهاء من الإجابة عن كل تمرين في الورقة المسودة يجب كتابة الإجابة على ورقة الامتحان بطريقة مرتبة وواضحة دون استعمال الألوان، ونصح الأستاذ نوار الطلبة باعتماد طريقة جديدة وفعالة في تسيير الوقت في الإجابة على الأسئلة وذلك بتقسيم الوقت على العلامة الكاملة ونقاط كل تمرين، فعلى سبيل المثال مدة امتحان مادة الرياضيات المقدرة بثلاثة ساعات "180 دقيقة" تقسم على العلامة 20 فنحصل على مدة تسعة دقائق لكل نقطة، وهذا ما يجعل الطالب يحدد مدة 36 دقيقة للإجابة على تمرين قيمته أربعة نقاط، ما يساعد الطالب على التسيير المثالي والذكي لفترة الامتحان، وشدد المتحدث على صرورة أن لايضع الأولياء أبناءهم تحت الضغط بإشعارهم أنهم إن لم ينجحوا ستكون الكارثة لأن هذا الشعور سيسبب القلق والارتباك للتلميذ أثناء الامتحان وهذا ما يؤثر سلبا في أدائهم.
الأستاذ ولهة سليم:
"الجانب النفسي للطالب يؤثر في ورقة الإجابة"
أكد أستاذ الرياضيات السيد ولهة سليم أن الجانب النفسي للطالب يؤثر في كتابة وتنظيم ورقة الإمتحان ،فإذا كان التلميذ قلقا ومرتبكا فإن الإجابة ستكون غير منظمة وتكثر الأخطاء وهذا ما يسبب خسارة النقاط وإتعاب المصحح، وكشف المتحدث عن بعض المعلومات المتعلقة بتصحيح أوراق الإمتحان التي تجمع في مراكز وطنية تضم مختلف ولايات الوطن فالورقة لا تصحح في نفس ولاية الطالب وتكون مرفقة برمز يعوض اسم الطالب ومكان إقامته وإجرائه الامتحان، وهذا ما يلغي فرضية "المعريفة" في التصحيح لأن الورقة تكون عبارة عن رمز فقط، وبالنسبة للأجوبة النموذجية فإنها ترسل من الوزارة ويجتمع الأساتذة لإختيار عدة أجوبة نموذجية وسلم التنقيط المثالي بما يتوافق مع مصلحة الطالب. واضاف أن ورقة الامتحان تصحح من طرف أستاذين لا يعلم أي منهما نقطة الأخر لأن التصحيح لا يكون على ورقة الامتحان بل يكون في أوراق مستقلة، وإذا تجاوز الفارق بين التصحيحين ثلاث نقاط يصحح الورقة أستاذٌ ثالث مع احتساب أعلى علامتين للتلميذ بتقسيمهما على اثنين وإعطاء العلامة النهائية.
وأكد المتحدث أن أهم ما يركز عليه الأساتذة هو المنهجية السليمة في الإجابة حيث يطالب التلميذ بالتسلسل المنهجي في الإجابة للوصول الى النتيجة الصحيحة حيث توزع العلامات على مختلف مراحل الإجابة، ويعني هذا أم التلميذ يمكنه أن يتحصل على نقاط في التمرين الواحد دون الوصول إلى النتيجة النهائية، وطالب الأستاذ من الطلبة البدء بالتمرين السهل والتركيز في الإجابة والابتعاد قدر الإمكان عن القلق، وأضاف أن التلميذ باستطاعته أن يضيف بعض الإجابات في نهاية الصفحة تتعلق بالتمرين الأول أو الثاني مع الإشارة لرقم التمرين والإجابة فقط لأن المصحح يتعامل مع هذه الخطوات بأمر عادي.
"على الطلبة تجنب الأخبار الجانبية والإشاعات أيام الإمتحان"
أكد أستاذ الفيزياء السيد بوديبة مسعود أن الأخبار الجانبية والإشاعات التي تتعلق بتسريب مواضيع البكالوريا تخلف كل سنة ضحايا من الطلبة الذين ينساقون وراء هذه الإشاعات التي يقف وراءها أطراف هدفهم التشويش وخلق البلبلة والمتاجرة بالطلبة.
وقال المتحدث أن سعي الطالب الى الغش يوم الامتحان سيتسبب له في مشاكل كبيرة أولها تضييع الوقت واحتمال معاقبته بالإضافة إلى اكتسابه عقدة ستلاحقه طوال حياته، وقص الأستاذ قصة بعض الطلبة الذين رفضوا الغش بمساعدة من الأستاذ مما أكسبهم الثقة والإحترام لأنفسهم بعد سنوات طويلة من الامتحان، وشدد المتحدث على الدور الكبير للأسرة والمعلم في المرافقة النفسية الجيدة للطالب أيام الامتحان حتى يتخلص من الضغط والقلق الذي من شأنه أن يتسبب في كوارث، وقال الأستاذ انه اقترح تقليص عدد المراقبين في القسم للحد من كثرة الحركة مما يشعر الطالب بالهدوء والراحة، وعدَّد السيد بوديبة بعض النصائح التي يجب على الطالب التحلي بها في فترة الامتحان أهمها الاعتماد على النفس والثقة في القدرات الذاتية وتجنب الملخصات العشوائية والسعي نحو الغش وتقليد الآخرين.
المختص في الاسترخاء د. لحسن بوجناح:
أدعو الممتحَنين إلى اعتماد "الومضات" خلال المرحلة الأخيرة من المراجعة
صرح الدكتور لحسن بوجناح، المختص في الاسترخاء والعلاقات الأسرية، أن المرحلة الأخيرة في التحضير للامتحان جد حاسمة وحساسة، لذا يجب على الممتحَن التركيز خلالها على التحضير التقني، وتجنب الإرهاق والإجهاد والتوتر.
وانتقد المختص بعض مراكز التنمية البشرية التي تقوم بدورات مكثفة وقصيرة المدى لتحضير الطلبة المقبلين على امتحانات البكالوريا ووصفها بـ"باعة أحلام اليقظة" في أشكال وصور مختلفة، موضحا أن دروس التنمية البشرية لكي تعطي نتائج ايجابية يجب خوضها قبل 3 أشهر على الأقل من موعد الامتحانات المزمع إجراؤها وذلك كي يتسنى للطالب تهيئة نفسه بصورة جيدة، ولتبقى وترسخ في فكره رواسب من خلال اعتماد الحدس والعقل في المراجعة، والتحكم بتقنيات التنفس العميق في بضع دقائق قبل وأثناء الامتحان ليتمكن المقبل على البكالوريا من السيطرة على ارتباكه والتحكم في معلوماته وأفكاره ومشاعره؛ وهي تقنية تعتمد على الشهيق والزفير الطويلين حتى تدخل كمية كافية من الأكسجين إلى الرئتين وتخرج بدلها كمية من ثاني أكسيد الكربون ويشعر بعدها الطالب بالكثير من الانتعاش والقدرة على ضبط النفس والتركيز.
وأبدى الدكتور بوجناح تخوُّفه اتجاه بعض الطلبة الذين يعانون من حالات نفسية خاصة كالصرع، والانهيار والتشنجات التي قد تؤدي بهم إلى الانهيار خلال الامتحان، لذا عليهم التوجه إلى طبيب مختص في أمراض الأعصاب ليصف لهم أدوية مهدِّئة ومسكنات وعليهم الالتزام بتناولها تفاديا لأي تطور وتعقيدات في الحالة خلال الامتحان، وتجنبا لحالة الفزع والخوف التي يحتمل أن تثيرها في وسط بقية الطلاب.
وفي نفس السياق حرص المختص في العلاقات الأسرية على دعوة الطالبات الفتيات المقبلات على امتحان البكالوريا والذي قد يتزامن مع موعد الدورة الشهرية الخاصة بهن إلى زيارة الطبيبة المختصة في أمراض النساء، لتمنحهن جملة من النصائح للتغلُّب على القلق المُرافق للدورة بالإضافة إلى مجموعة من المسكنات القوية للألم كي يجتزن الامتحان في حالة نفسية جيدة.
وأكد الدكتور بوجناح في حديثه على ضرورة إتِّباع تحضير سلوكي واعتماد منهجية خاصة أثناء المراجعة الأخيرة تسمى "الومضات"، وتكون وفقاً لكفاءة وبراعة الممتحَن والطرق المساعدة له على الحفظ والاسترجاع السريع؛ فهناك من يملك كفاءة في السمع، فالمراجعة بالصوت أو الاستعانة بأحد أجهزة التسجيل كالهاتف النقال ثم الاستماع إليها في فترات متقاربة تساعده على ترسيخ المعلومات بشكل أكبر، في حين يتفوَّق آخرون في مجال البصر فترتبط ذاكرتهم بالصور لذا عليهم تأطير الدروس أثناء الحفظ واعتماد الألوان كي يتمكنوا من التذكر السريع، وقد يكون من حسن حظ الطالب أن يحظى بحواس مزدوجة فيجمع الحاستين معا السمعية والبصرية فهي ستكون بمثابة مفاتيح تساعده في استرداد المعلومات في وقت الحاجة، مع ضرورة الالتزام ببرنامج غذائي صارم يجنب جسده التعب والإنهاك ويساعده على الصمود خلال فترة الامتحانات.
من جهة أخرى، اعتبر الدكتور بوجناح التحضير والاستعداد الجيد ليلة الامتحان شرطا هاما لتحقيق نتائج ايجابية، فمن جملة ما ينساه أو يغفل عنه الممتحنون هو المسافة التي يقطعها الطالب من منزله إلى مركز الامتحان وهي التي قد تسبِّب له توترا وضغطا كبيرين وقد ينهار خاصة إذا ما كان الطريق طويلا أو توجد فيه زحمة باستمرار تُحرق أعصابه وتولّد لديه توترا عاليا ينكس عليه سلبا اثناء الامتحانات حتى ولو وصل في الوقت، ولذا عليه الاستعانة بأحد أقاربه المقيمين بالقرب من مركز الامتحان ويقيم عنده ليلة الامتحان وكذا الليالي الموالية، لكي يتغلب على مخاوفه في الوصول متأخرا إلى قاعة الامتحان.
كما أكد على ضرورة تحضير الوثائق الرسمية كاستدعاء الامتحان، وبطاقة الهوية، وأدواته ولوازم الإمتحان، والثياب التي سيلبسها يوم الامتحان، ونصح المختص الفتيات بعدم التصنع وإضاعة الوقت في المبالغة في الاهتمام بالمظهر وكثرة التجميل، فهي ذاهبة إلى الامتحان وليس إلى عرس او خطوبة، وركز على ضرورة أن تكون الثياب فضفاضة مريحة وبألوان تناسب مزاج الممتحن وتهدئه، ويستحب أن تكون مصنوعة من القطن لتمتص العرق.
ودعا الدكتور بوجناح الطلبة إلى تناول وجبة العشاء ليلة الامتحان مبكرا وتكون عبارة عن أطعمة خفيفة مع الابتعاد تماما عن الزيوت والشحوم، تناول وجبات تقليدية مصنوعة من القمح الصلب في حدود الساعة السابعة والنصف، ليتمكن من قضاء ليلة هادئة ويتفادى أفلام "الأكشن" وأفلام الرعب، وأن يخلد إلى النوم باكراً حتى يأخذ قسطاً كافياً من الراحة وينهض في اليوم الموالي نشيطاً حيوياً. وإذا ما لم يشعر الممتحَن بالرغبة في النوم فمن الأفضل له قراءة أي ورقة مملة بعدها سيشعر برغبة مفاجئة فيه ويداهمه النعاس، ولأن الجانب الروحي لا ينفصل على الجانب المعنوي عليه الالتزام بالصلاة وقراءة الأدعية والقرآن قبل التوجه لقاعة الامتحان فلها تأثيرٌ كبير في نفسية الممتحن، وشدد المختص في الاسترخاء على ضرورة أن يتفادى الطلبة تماماً تناول المنبهات وبخاصة القهوة أيام الامتحان بذريعة زيادة القدرة على الانتباه واليقظة، فهي تسبب في الغالب نتائج عكسية كفرط الحركة والقلق الزائد الذي ينعكس سلباً على طريقة الإجابات.
بلقاسم حوام / زهيرة مجراب