يقوق المثل ( إذا أردنا نستطيع)si on veut on peut
إستهل التوأم الكفيف الحسن والحسين، اللذان يستعدان لاجتياز شهادة البكالوريا في نسخة جوان 2013 نهار أمس الاثنين، حديثهما "للشروق اليومي" بالقول: "لا تقل أني معاق مدّ لي كفّ الأخوة ستراني في السباق أعبر الشوط بقوة"، وقدّما لكل المقبلين على شهادة البكالوريا درسا في التحدي، خاصة أنهما لم يتمكنا من الدروس الخصوصية التي صارت وسيلة لأجل النجاح بالنسبة لكل طلبة النهائي بدون استثناء، بسبب استحالة تواجدهما وسط بقية الطلبة الأصحاء، الحسن والحسين فروجالتوأم الذي ولد كفيفا ودرس في المؤسسات الخاصة في باتنة وبسكرة، إلى أن انضما إلى ثانوية الشهيد عباس لغرور في باتنة، قالا "للشروق اليومي" أنهما يجدان صعوبة في تحصيل مواد الإنجليزية والفرنسية والرياضيات والفلسفة، وكلها مواد أساسية بالنسبة لطلبة شعبة الآداب والفلسفة التي ينتميان لها، في غياب الكتاب المدرسي والوسائل البيداغوجية الخاصة بالمكفوفين، وهو ما جعل إدارة الثانوية تفرق الشقيقين التوأم في قسمين مختلفين، حتى يتمكن الأساتذة من مساعدة كل طالب على حدة، وتبقى أمنيتهما أن يتابعا دروسا خصوصية على انفراد في المواد الأساسية خاصة اللغات، أما عن التحضيرات مع بداية الثلاثي الثاني، فهما يقضيان جزءا من الليل يعيدان ما درساه في الثانوية في محاولة للحفظ سويّا، ويعترفان بالمساعدة التي يتلقيانها من كل الأساتذة، وإذا كانت البكالوريا هي أكبر تحد في حياتهما، فإنهما صارا مضرب المثل في تحدّي إعاقة البصر، حيث تمكنا من التألق في الرسم على الزجاج، ورياضة العدو والمسرح أيضا، وعندما اتصلنا أمس، بالحسن وجدناه في انتظار توأمه الحسين أمام باب الثانوية حتى يعودا سويا إلى البيت لتناول وجبة الغذاء، فرحلة الذهاب والإياب مِن وإلى الثانوية تتم يوميا من دون مساعدة أي كان، في الوقت الذي أقرت منظمة اليونيسيف، منحهما جائزة أحسن عمل فني لمعاق في الجزائر بعد أن أبدعا في الرسم على الزجاج، أما الوالد السيد محمد الصالح فروج، الذي يعيل 12 إبنا مع الحسن والحسين وهو عامل بسيط في خياطة القشابية، فاختصر في كلمته "للشروق اليومي" التحدي الذي رفعه الحسن والحسين بالقول: "لا خيار لهما سوى النجاح في البكالوريا لأنهما سيضيعان لو فشلا؟"